الاثنين، 13 مارس 2017

الورقة العرفانية الأولى:

باسم الله تعالى الرحمان الرحيم ، وعلى نبينا محمد كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم :
المعهد الإسلامي لفقه التصوف:   www.fiqhe.blogspot.com 
التصوف أخلاق وأشواق وأذواق.
الورقة العرفانية الأولى : لماذا كتاب رياض الصالحين:
المعهد الإسلامي لفقه التصوف معهد قرآني سني عرفاني يسعى إلى:
1- تكوين ممارسين ومكونين في فقه التصوف السني..
2- المساهمة في تطبيب التصوف الإسلامي من كل ما صار يشوب سلوكه وفكره من ممارسات شاذة وفهم خاطئ .. 
3- التحفيز على كل الجماليات الإسلامية كعلاج للتطرف.
4- إحياء الثرات الصوفي والعلمي للمسجد الأعظم بقصبة أكوراي الشريفة (كملتقى تاريخي لكل الزوايا الصوفية).
إذ نركز على بناء العقل المسلم ، وتزكية القلب المومن ، وتربية الروح المحسنة ، وعلى تصفية النفس والصدر ببرامج تعليمية أولا، وعن حق يقين، وعلم يقين ،وعين يقين وبصيرة ولله الحمد.
ولهذا نبرمج في مستوانا التعليمي الأول هذا: (دراسة كتاب رياض الصالحين) :
وذاك للعديد من المزايا ،ومن بينها:
أولا : أنه يرتب العمل الإسلامي أولا فأولا .
ثانيا: لأنه يدعو مباشرة للعمل السني.
ثالثا: لأنه لا يغرق الدارس  في التفاصيل الزائدة.
فإن كانت لغتك العربية جيدة 
وإشتريت :
(كتاب رياض الصالحين) كمرجع أولي للمعهد.
وكتاب الدعاء المستجاب:
فمرحبا بك للدراسة مدى الحياة في معهدنا.


السبت، 4 مارس 2017

الحقيقة المحمدية:

باسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد:
اللَّهُمَّ أَفِضْ صِلَةَ صَلَوَاتِكَ. وَسَلاَمَةَ تَسْلِيمَاتِكَ. عَلَى أَوَّلِ الْتَّعَيُّنَاتِ الْمُفَاضَةِ مِنَ الْعَمَاءِ الرَّبَّانِي. وَآخِرِ التَّنَزُّلاَتِ الْمُضَافَةِ إِلَى النَّوْعِ الإِنْسَانِي. الْمُهَاجِرِ مِنْ مَكَّةٍ كَانَ الله وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ ثَانٍ. إِلَى مَدِينَةِ وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ. مُحْصِي عَوَالِمِ الْحَضَرَاتِ الإِلَهِيَّةِ الْخَمْسِ فِي وُجُودِهِ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ. وَرَاحِمِ سِائِلِي اسْتِعْدَادَتِهَا بِنَدَاهُ وَجُودِهِ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالِمِينَ. نُقْطَةِ الْبَسْمَلِةِ الْجَامِعَةِ لِمَا يَكُونُ وَلِمَا كَانَ. وَنُقْطَةِ الأَمْرَ الْجَوَّالَةِ بِدَوَائِرِ الأَكِوَانِ. سِرِّ الْهُوِيَّةِ الِّتِي فِي كُلِّ شَيْءٍ سَارِيًةٌ. وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ مُجَرَّدَةٌ وَعَارِيَةٌ. أَمِينِ الله عَلَى خَزَائِنِ الْفَوَاضِلَ وَمَسْتَوْدَعِهَا. وَمُقَسِّمِهَا عَلَى حَسَبِ الْقَوَابِلِ وَمُوَزِّعِها. كَلِمَةِ الاسْمِ الأَعْظَمِ. وَفَاتِحَةِ الْكَنِزِ الْمُطَلْسَمِ. الْمَظْهَرِ الأَتَمْ الْجَامِعِ بَيْنَ الْعُبُودِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ. وَالنَّشْءِ الأَعَمِّ الشَّامِلِ لِلإِمْكَانِيَّةِ وَالوُجُوبِيَّةِ. الطَّوْدِ الأَشَمْ الَّذِي لَمْ يُزَحْزِحْهُ تَجَلِّي التَّعَيُّنَاتِ عَنْ مَقَامِ التَّمْكِينِ. وَالْبَحْرِ الْخِضَمِّ الَّذِي لَمْ تُعَكِّرْهُ جِيَفَ الْغَفَلاَتِ عَنْ صَفَاءِ الْيَقِينِ. الْقَلَمِ النُّورَانِيِّ الْجَارِي بِمِدَادِ الْحُرُوفِ الْعَالِيَاتِ. وَالنَّفَسِ الرَّحْمَانِيِّ السَّارِي بَمَوَادِ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ. الْفَيْضِ الأَقْدَسِ الذَّاتِيِّ الَّذِي تَعَيَّنَتْ بِهِ الأَعْيَانُ وَاسْتِعْدَادَاتُهَا. وَالْفَيْضِ الْمُقَدَّسِ الصَفَاتِيِّ الَّذِي تَكَوَّنَتْ بِهِ الأَكْوَانُ وَاسْتِمْدَادَاتُهَا. مَطْلَعِ شَمْسِ الذَّاتِ فِي سَمَاءِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ. وَمَنْبَعِ نُورِ الإِفَاضَاتِ فِي رِيَاضِ الِّسَبِ وَالإِضَافَاتِ. خَطِّ الْوَحْدَةِ بَيْنَ قَوْسَيِ الأَحَدِيَّةِ وَالْوَاحِدِيِّةِ. وَوَاسِطَةِ التَّنُزُّلِ مِنْ سَمَاءِ الأَزَلِيَّةِ إِلَى أَرْضِ الأَبَدِيَّةِ. النُّسْخَةِ الصُّغْرَى الَّتِي تَفَرَّعَتْ عَنْهَا الْكُبْرَى. وَالدُّرَّةِ الْبَيْضَاء الَّتِي تَنَزَّلَتْ إِلَى الْيَاقُوتَةِ الْحَمْرَاء. جَوْهَرَةِ الْحَوَادِثِ الإِمْكَانِيَّةِ الَّتِي لاَ تَخْلُو عَنْ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ. وَمَادَّةِ الْكَلِمَةِ الْفَهْوَانِيَّةِ الْطَالِعَةِ مِنْ كِنِّ كُنْ إِلَى شَهَادَةِ فَيَكُونُ. هُيُولَى الصُّوَر الَّتِي لاَ تَتَجَلَّى بِإِحْدَاهَا مَرَّةً لاِثْنَيْنِ. وَلاَ بِصُورَةٍ مِنْهَا لأَِحَدٍ مَرَّتَيْنِ. قُرْآنِ الْجَمْعِ الشَّامِلِ لِلْمُمْتَنِعِ وَالْعَدِيمِ. وَفُرْقَانِ الْفَرْقِ الْفَاصِلً بَيْنَ الْحَادِثِ وَالْقَدِيمِ. صَائِمِ نَهَارِ إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي. وَقَائِمِ لَيْلٍ تَنَامْ عَيْنَايَ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي. وَاسِطِةِ مَا بَيْنَ الْوُجُودِ وَالْعَدمِ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ. وَرَابِطَةِ تَعَلُّقِ الْحُدُوثِ بِالْقِدَمِ بَينَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ. فَذْلَكَةِ دَفْتَرِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ. وَمَرْكَزِ إِحَاطَةِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ. حَبِيبِكَ الَّذِي اسْتَجْلَيْتَ بِهِ جَمَالَ ذَاتِكَ عَلَى مِنَصَّةِ تَجَلِّيَاتِكَ. وَنَصَبْتَهُ قِبْلَةً لِتَوَجُّهَاتِكَ فِي جَامعِ تَجَلِّيَاتِكَ. وَخَلَعْتَ عَلَيْهِ خِلْعَةَ الصِّفَاتِ وَالأَسْمَاء. وَتَوَّجْتَهُ بَتَاجِ الْخِلاَفَةِ الْعُظْمَى. وَأَسْرَيْتَ بِجَسَدِهِ يَقْظَةَ مِنَ الْمَسْجَدَ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى. حَتَّى انْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. وَتَرَقَّى إِلَى قَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَانْسَرَّ فُؤَادُهُ بِشُهُودِكَ حَيْثُ لاَ صَبَاحَ وَلاَ مَسَا. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. وَقَرَّ بَصَرُهُ بِوُجُودِكَ حَيْثُ لاَ خَلاَءَ وَلاَ مَلاَ. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ صَلاَةً يَصِلُ بِهَا فَرْعِي إِلَى أَصْلِي. وَبَعْضِي إِلَى كُلِّي. لِتَتَّحِدَ ذَاتِي بِذَاتِه. وَصِفَاتِي بِصِفَاتِهِ. وَتَقَرَّ الْعَيْنُ بَالْعَيْنِ. وَيَفِرَّ الْبَيْنُ مِنَ الْبَيْنِ. وَسَلِّمْ عَلَيْهِ سَلاَماً أَسْلَمُ بِهِ فِي مُتَابَعَتِهِ مِنَ التَّخَلُّفِ. وَأَسْلَمُ فِي طَرِيقِ شَرِيعَتِهِ مِنَ التَّعَسُّفِ. لأَِفْتَحَ بَابَ مَحَبَّتِكَ إِيَّايَ بِمِفْتَاحِ مُتَابَعَتِهِ. وَأَشْهَدَكَ فِي حَوَاسِّي وَأَعْضَائيَ مِنْ مِشْكَاةِ شَرْعِهِ وَطَاعَتِهِ. وَأَدْخُلَ وَرَاءَهُ إِلَى حِصْنِ لاَ إِلَهَ إَلاَّ الله. وَفِي أَثَرِهِ إِلَى خَلْوَةِ لِي وَقْتٌ مَعَ الله. إِذْ هُوَ بَابُكَ الَّذِي مَنْ لَمْ يَقْصَدْكَ مِنْهُ سُدَّتْ عَلَيْهِ الطُّرُقُ وَالأَبْوَابُ. وَرُدَّ بِعَصَا الأَدَبِ إِلَى إِسْطَبْلِ الدَّوَابِّ. اللَّهُمَّ يَا رَبِّ يَا مَنْ لَيْسَ حِجَابُهُ إَلاَّ النُّورَ. وَلاَ خَفَاؤُهُ إَلاَّ شِدَّةَ الظُّهُورِ. أَسْأَلُكَ بِكَ فِي مَرْتَبَةِ إِطْلاَقِكَ عَنْ كَلِّ تَقْيِيدٍ. الَّتِي تَفْعَلُ فِيهَا مَا تَشَاءُ وَتُرِيدُ. وَبِكَشْفَكَ عَنْ ذَاتِكَ بِالْعِلْمِ النُّورِيِّ. وَتَحَوُّلِكَ فِي صُوَرِ أَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ بَالْوُجُودِ الصُّورِيِّ. أَنْ تُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكْحَلُ بِهَا بَصِيرَتِي بِالنُّورِ الْمَرْشُوشِ فِي الأَزَلِ. لأَِشْهَدَ فَنَاءَ مَا لَمْ يَكُنْ وَبَقْاءَ مَا لَمْ يَزَلْ. وَأَرَى الأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ فِي أَصْلِهَا مَعْدُومَةً مَفْقُودَةً. وَكَوْنَهَا لَمْ تَشَمَّ رَائِحَةَ الْوُجُودِ فَضْلاً عَنْ كَوْنِهَا مَوْجُودَةً. وَأَخْرِجْنِي اللَّهُمَّ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ مِنْ ظُلْمَةِ أَنَانِيَّتِي إِلَى الْنُّورِ. وَمِنْ قَبِرِ جُثَمَانِيَّتِي إِلَى جَمْعِ الْحَشْرِ وَفَرْقِ النُّشُورِ. وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ سَمَاءِ تَوْحِيدِكَ إِيَّاكَ. مَا تُطَهِّرُنِي بِهِ مِنْ رِجْسِ الشِّرْكِ وَالإِشْرَاكِ. وَأَنْعِشْنِي بِالْمَوْتَةِ الأُولَى وَالْوِلاَدَةِ الثَّانِيَةِ. وَأَحِيِنِي بِالْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ في هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ. وَاجْعَلْ لِي نُوراً أَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ. وَأَرَى بِهِ وَجْهَكَ أَيْنَمَا تَوَلَّيْتُ بِدُونِ اشْتِبَاهٍ وَلاَ الْتِبَاسٍ. نَاظِراً بِعَيْنَيِ الْجَمْعِ وَالْفَرْقِ. فَاصِلاً بِحُكْمِ الْقَطْعِ بَيْنَ الْبَاطِلِ وَالْحَقِّ. دَالاًّ عَلَيْكَ. وَهَادِياً بِإِذْنِكَ إِلَيْكَ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (ثلاثاً) صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَتَقَبَّلُ بِهَا دُعَائِي. وَتُحَقِّقُ بِهَا رَجَائِي. وَعَلَى آلِهِ آلِ الشُّهُودِ وَالْعِرْفَانِ. وَأَصْحَابِهِ أَصْحَابِ الذَّوْقِ وَالْوِجْدَانِ. مَا انْتَشَرَتْ طُرَّةُ لَيْلِ الْكِيَانِ. وَأَسْفَرَتْ غُرَّةُ جَبِينِ الْعِيَانِ آمِينْ (ثلاثاً) وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

الخلوة النبوية الشريفة:

يعرف الصوفية الخلوة على أنها: انقطاع عن البشر لفترة محدودة، وترك للأعمال الدنيوية لمدة يسيرة، كي يتفرغ القلب من هموم الحياة التي لا تنتهي، ويستريح الفكر من المشاغل اليومية التي لا تنقطع، ثم ذكرٌ لله بقلب حاضر خاشع، وتفكرٌ في آلائه آناء الليل وأطراف النهار، وذلك بإرشاد شيخ عارف بالله، يُعلِّمه إذا جهل، ويذكِّره إذا غفل، وينشطه إذا فتر، ويساعده على دفع الوساوس وهواجس النفس.
أما عن دليلها الذي يستدلون به من الكتاب والسنة، عديدة، منها:
• إلآية القرآنية: (واذكرِ اسم ربِّكَ وتَبَتَّلْ إليه تبتيلاً) [المزمل: 8]. وقد قال العلامة أبو السعود مفسراً لهذه الآية: ودُم على ذكره تعالى ليلاً ونهاراً على أي وجه كان؛ من التسبيح والتهليل والتحميد... إلى أن قال: وانقطعَ إليه بمجامع الهمة واستغراق العزيمة في مراقبته، وحيث لم يكن ذلك إلا بتجريد نفسه عليه الصلاة والسلام عن العوائق الصادرة المانعة عن مراقبة الله، وقطع العلائق عما سواه.
• حديث عن عائشة أنها قالت: "أولُ ما بُدِئَ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغار حِراءَ؛ فيتَحَنَّثُ فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، ويتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء". وقد قال ابن أبي جمرة في شرحه لهذا الحديث: "في الحديث دليل على أن الخلوة عون للإنسان على تعبده وصلاح دينه، لأن النبي لما اعتزل عن الناس وخلا بنفسه، أتاه هذا الخير العظيم، وكل أحد امتثل ذلك أتاه الخير بحسب ما قسم له من مقامات الولاية. وفيه دليل على أن الأوْلى بأهل البداية الخلوة والاعتزال، لأن النبي كان في أول أمره يخلو بنفسه". وقال القسطلاني في شرحه لحديث عائشة المذكور: "وفيه تنبيه على فضل العزلة لأنها تريح القلب من أشغال الدنيا، وتفرغه لله تعالى، فتنفجر منه ينابيع الحكمة. والخلوة أن يخلو عن غيره، بل وعن نفسه بربه، وعند ذلك يصير خليقاً بأن يكون قالبه ممراً لواردات علوم الغيب، وقلبه مقراً لها".
ويذكر الإمام الغزالي طريقة الخلوة ومراحلها ومقاماتها، فيقول: "أن الشيخ يُلزِم المريد زاوية ينفرد بها، ويوكل به من يقوم له بقدر يسير من القوت الحلال - فإنَّ أصل الدين القوت الحلال - وعند ذلك يلقنه ذكراً من الأذكار، حتى يشغل به لسانه وقلبه، فيجلس ويقول مثلاً: الله، الله، أو سبحان الله، سبحان الله، أو ما يراه الشيخ من الكلمات، فلا يزال يواظب عليه، حتى يسقط الأثر عن اللسان، وتبقى صورة اللفظ في القلب، ثم لا يزال كذلك حتى تُمحى من القلب حروف اللفظ وصورته، وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب، حاضرة معه، غالبة عليه، قد فرغ عن كل ما سواه، لأن القلب إذا اشتغل بشيء خلا عن غيره - أيَّ شيء كان - فإذا اشتغل بذكر الله وهو المقصود، خلا لا محالة من غيره. وعند ذلك يلزمه أن يراقب وساوس القلب، والخواطر التي تتعلق بالدنيا، وما يتذكر فيه مما قد مضى من أحواله وأحوال غيره، فإنه مهما اشتغل بشيء منه - ولو في لحظة - خلا قلبه عن الذكر في تلك اللحظة، وكان أيضاً نقصاناً. فليجتهد في دفع ذلك، ومهما دفع الوساوس كلها، وردَّ النفس إلى هذه الكلمة، جاءته الوساوس من هذه الكلمة، وإنها ما هي؟ وما معنى قولنا: الله؟ ولأي معنى كان إلهاً، وكان معبوداً؟ ويعتريه عند ذلك خواطر تفتح عليه باب الفكر، وربما يَرِدُ عليه من وساوس الشيطان ما هو كفر وبدعة، ومهما كان كارهاً لذلك، ومُتَشمِّراً لإماطته عن القلب لم يضره ذلك".
ويجعل الصوفية للخلوة نوعين، هما:
• خلوة عامة: ينفرد بها المؤمن ليتفرغ لذكر الله بأية صيغة كانت، أو لتلاوة القرآن، أو محاسبة نفسه، أو ليتفكر في خلق السموت والأرض.
• خلوة خاصة: يقصد منها الوصول إلى مراتب الإحسان والتحقق بمدارج المعرفة، وهذه لا تكون إلا بإشراف مرشدٍ مأذون، يُلَقِّنُ المريدَ ذكراً معيناً، ويكون على صلة دائمة به ليزيل عنه الشكوك ويدفعه إلى آفاق المعرفة، ويرفع عنه الحجب والأوهام والوساوس، وينقله من الكون إلى المُكَوِّن.
واللهم صل على محمد وآله والصحب وكل الأولياء والأنبياء والمرسلين بكل صلواتك وتسليماتك. يااااااااااااااااا ألله يا رب واحد أحد:

(واذكر إسم ربك بكرة وأصيلا ) صدق الله العظيم:


هل تدري ماذا يحدث لنا عندما ننطق لفظ الجلالة ؟:الله؟:
 توصل باحث غربي بأن تكرار لفظ الجلاله (الله) يفرغ شحنات التوتروالقلق بصورة عملية ويعيد حالة الهدوء والانتظام التنفسي ...
 أكد الباحث أنه أجرى على مدار 3 سنوات لعدد كبير من المرضى بينهم غير مسلمين ولاينطقون العربية :
وكانت النتائج مذهلة بخاصة للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة من الأكتئاب والقلق والتوتر .
وأوضح الباحث بصورة عملية فائدة النطق بلفظ الجلاله :(الله)
فحرف الألف يصدر من المنطقه التي تعلو منطقة الصدر أي بدايات التنفس ':
 ويؤدي تكراره لتنظيم التنفس والاحساس بارتياح داخلي . ..
كما أن نطق حرف اللام يأتي نتيجة لوضع اللسان على الجزء الأعلى من الفك وملامسته 'وهذه الحركة تؤدي للسكون والصمت ثوان أو جزء من الثانيه _ مع التكرار السريع _ وهذا الصمت اللحظي يعطي راحة في التنفس ...
 أما حرف الهاء الذي مهد له بقوه حرف اللام ' فيــؤدي نطقه الى حدوث ربط بين الرئتين _ عصب ومركز الجهاز التنفسي _ وبين القلب ' ويؤدي الى انتظام ضربات القلب بصورة طبيعية .
فاذكر إسم ربك ...: صدق الله العظيم..
أذكر منشغلا بمحبته سبحانه وتعالى...
فهي بداية التصوف العرفاني.

الجمعة، 3 مارس 2017

المعارف الأساسية للإيمان الصحيح:

الإيمان الصحيح لن يتحقق إلا بمعارف أساسية:
التفكر في كتاب الله المنظور : الكون.
والتفكر في كتاب الله المسطور: القرآن الكريم.
إذ هناك كتابان للتأمل والتدبر والتفكر:
1- معرفة قدر الله وعظمته بالتفكُّر في آيات الله الكونية الدالة على جلاله تعالى، وقد جاء القرآن الكريم والسنة المطهرة بالأمر بالتفكُّر في هذه الآيات الكونية والتحذير كل الحذر من إهمالها..
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزءٍ من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «لقد نزلت عليَّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [آل عمران:190-191] صدق الله العظيم.

2- المعرفة والتدبُّر فيما أرسله الله لنا من كتاب كريم -القرآن العظيم- كإرشادٍ لنا في الدار الدنيا حتى نصل إلى الآخرة بسلام..

قال تعالى: {أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24] صدق الله العظيم.

وهاتان المعرفتان الأساسيتان لا يمكن الحصول عليهما إلا بالتفكُّر في كون الله والتدبُّر في كتاب الله. ويُخطئ المرء لو ظن أن التفكُّر والتدبُّر هما حِكرٌ على طبقة معينة من الناس يدعون لأنفسهم أو يشهد الناس لهم بالفكر والمعرفة، لا.. فإن من عظمة كتاب الله أن الإنسان البسيط والعالم الكبير، كلاهما، يستطيعان استخراج لآلئ المعرفة والفكر منه والتدبُّر فيها، لذلك نرى الآية من كتاب الله يفهمها الرجل البسيط فهمًا ويفهمها العالم المتمكن فهمًا آخر وكلا الفهمان قد يكونان صحيحان في الآن ذاته.

وأيضًا فإن من عظمة خلق الله أن البدوي البسيط يستطيع إعمال عقله فيه، فيدرك وجود الله وعظمته وجلاله وذلك كما قال الأعرابي الذي سُئِل عن وجود الله فقال: "السير يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، أفأرضٌ ذات فجاج! وبحارٌ ذات أمواج! وسماءٌ ذات أبراج، ألا يدل هذا كله على وجود الحكيم الخبير".

والعالم العبقري يجد وجود الله جليًا أمامه، تنضح بدلالاته أسرار الكون وخفاياه. ومثال ذلك ما كشفه العلم الحديث في  "المبدأ الإنساني القوي" من أن خصائص الكون خُلِقت ملائمة تمامًا لإعالة الحياة فيه -وليس في الأرض وحدها بل في الكون بأسره- مما يدل على تصميم الله تعالى الفائق الإتقان للكون لهدف رعاية الحياة وحمايتها.

3 التفكر في النفس:

( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)؟ صدق الله العظيم
إنه الباب الأكبر للسلوك القلبي والروحي والعقلي لمن إعتبر.

خطورة عدم التفكُّر في آيات الله:

إن عدم التفكُّر في آيات الله الكونية -ظواهر الكون الدالة على عظمة الله وجلاله- والقرآنية وفي الأنفس كما أمر بذلك الله تعالى لهو مصيبة كبرى في الآخرة، فانتبهوا انتبهوا يا أولي الألباب.

قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه:124-126] صدق الله العظيم.

والذكر هنا ليس ذكرًا باللسان فقط بل الأهم من ذكر اللسان هو ذكر القلب والعقل. ذكر آيات الله وعدم نسيانها سواءً القرآني منها والكوني. والنسيان -الغفلة والتجاهل- كما تنبَّه الآية يجرُّ إلى خطر جلل.

الخلاصة:

التفكُّر.. التفكُّر.. يا أولي الألباب قبل أن تأزف الآزفة {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89].
والتصوف الحق : فكر وذكر، وهو الإسلام كله.
والله أعلم.
فروض:
1- إستخرج كل الكلمات الدالة على معاني الموضوع
2- ضع عنوانا لكل فقرة من فقرات النص
3- إستخرج كل الأفكار العامة للنص
4- إنشاء:
   التفكر في النفس عبادة: حلل وناقش؟

الخميس، 2 مارس 2017

ركن محبة الله تعالى:



إن محبة الله عز وجل هي قوت القلوب.. وغذاء الأرواح.. وقرة العيون .. وسرور النفوس .. وروح الحياة.. ونور العقول...
 ومن حرمها فهو من جملة الأموات ..ومن فقدها فهو في بحار الظلمات .
إعلم رحمك الله تعالى أن حب الله تعالى شرط من شروط الإيمان قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ))

 فقوله تعالى: (( والذين آمنوا أشد حبا لله )) يدل على أن حب الله ينبغي أن لا يساويه حب.. وأن حب الله لابد أن يستحوذ على القلب كله له وحده سبحانه وتعالى: فيكون حبه كنواة وما عداه يدور في فلكها كالمجموعة الشمسية .
قال تعالى: (( قل إن كانَ آباؤكُم وأبناؤكم وإخوانكُم وأزواجكُم وعشيرتُكُم وأَموالٌ اقترفتموها وتِجَارةٌ تَخشونَ كسادها ومساكنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجَهَادٍ في سَبيلهِ فَتَربَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يهدي القومَ الفَاسِقِينَ )) 

دلت الآية: على أن حب الله وحب رسوله والجهاد في سبيله فرض وأنه لا ينبغي أن يكون شيء سواه أحب إلى أهل الإيمان منه.. وبمثل ذلك جاءت السنة :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها )) رواه البخاري .
 قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله تعالى ومن أحب القرآن فقد أحب الله .

أولا: الأسباب التي تستجلب بها محبة الله تعالى:

1- معرفة أسماء الله وصفاته الذاتية والفعلية .
2- معرفة نعمه تعالى على عباده .
3- كثرة ذكره سبحانه وتعالى مع حضور القلب .
4- تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر . 

قال سهل بن عبد الله: علامة حب الله حب القرآن .
5- الإخلاص لله تعالى في الأقوال والأفعال .
6- تذكر ما ورد في القرآن والسنة من رؤية أهل الجنة لله تعالى في الجنة وزيارتهم له تعالى واجتماعهم يوم المزيد والكلام معه تعالى بدون ترجمان ولا حجاب .
7- حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله تعالى .
8- موالاة أولياء الله عز وجل ومعاداة أعدائه . 


ثانيا:  الأسباب التي يستجلب بها العبد محبة الله له منها:

1- انكسار القلب وخضوعه لله تعالى في كل الأوقات .
2- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأخلاقه ظاهراً وباطناً قال تعالى:

 (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) 
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم :فإنه غير صادق في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله .
3- الإكثار من النوافل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما يزال عبدي يتقرب إلى بنوافل حتى أحبه )) رواه البخاري .
4- الخلوة به تعالى وقت نزوله سبحانه وتعالى في الثلث الآخر
 من الليل كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )) رواه البخاري ومسلم .‌
5- مجالسة الصالحين الصادقين .
6- الزهد في الدنيا فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أزهد في الدنيا يحبك الله )) رواه ابن ماجه والطبراني وصححه الألباني .


ثالثا: علامات محبة العبد لله تعالى : 

1- المداومة على ذكر الله بالقلب قبل اللسان .
2- الشوق إلى لقاء الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه )) رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني .
3- الإكثار من تلاوة القرآن على جهة التلذذ والاستمتاع .
4- الرضا بقضاء الله في السراء والضراء
5- المتابعة المطلقة للرسول صلى الله عليه وسلم .
6- الخوف منه تعالى والبكاء على الخطيئة .
7- الرجاء في رحمته في حال الضعف .
8- الزهد في الدنيا . 


رابعا: محبة الله اسم لمعان كثيرة منها : 

أحدها : الاعتقاد أنه سبحانه وتعالى محمود من كل وجه لا شيء من صفاته إلا وهو مدحه له .
الثاني : الاعتقاد أنه محسن إلى عباده منعم متفضل عليهم .
الثالث : اعتقاد أن الإحسان الواقع منه عز وجل أكبر وأجل من أن يقابله قول العبد وعمله .
الرابع : أن تكون آماله منعقدة به عز وجل ولا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه تعالى .
الخامس : أن يحرص على أداء فرائضه والتقرب إليه من نوافل الخير مما يطيقه .
تأمل في ثمرة محبة الله لعبده: في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال: ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه قال: فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فابغضوه قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض )) 

خامسا: الحب العرفاني:

هذا عند أهل الفقه : الذين شرحوا الأعمال الصالحة الموجبة لمحبة الله للمومن الحق وحب المومنين لله تعالى..
أما أهل العرفان فإختصوا في أذواق المحبة حتى قال بعضهم بأن الحب الإلهي لا يشرح: بل يذاق.... 
وفي سلوكهم رسموا لنا العديد من أحوال ومقامات الحب الإلهي رغم غلو بعضهم في هذا لحد محاولة إثبات أحوال التأله والفناء كمقامات لا أحوالا وشطحات ...:
الأمر الذي جعل بعض المتصوفة يغرقون في فلسفة وحدة الوجود والحلول التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وما الفناء في محبة الله إلا حالا،وليست بمقام صوفي ثابت.


الأربعاء، 1 مارس 2017

عن منهجنا

الكفايات
موجز مفهوم السنة الشاملة
العقيدة السلفية
العقيدة الأشعرية
قريبا بحول الله تعالى